مصمم الاحلام: أسطورة المروءة الضائعة

أسطورة المروءة الضائعة

أسطورة المروءة الضائعة


يالها من كلمة رنانة لطالما وقعت على الآذان فأشعلت تلك المشاعر القيمة والاخلاق التى كان الرجال يتباهون بها فى تلك الازمان العريقة .. نعم لقد أصبحت كلمة بعد أن كانت رجال عظماء ذو أفعال عظيمة ثم اصبحت حديثا بين الناس والحديث أصبح كلاما ، والكلام أصبح ذكرى ، والذكرى أصبحت أسطورة ، فماهى تلك الاسطورة ، هى صفة كمال وحلية يتزين بها الرجال والنساء ، هى مجموعة الصفات التى تكمل رجولتك او تكمل أنوثتك فما هى ،فما الذى منعك ان تسير فى طريق وانت ترتدى سروالا يستر عورتك فقط هل الدين منعك ، لا بل المروءة ... ما الذى يجعلك تساعد إمراءة عجوز فى أن تعبر طريق ، انها المروءة ، وما الذى يجعلك تجير جارك اذا بغى عليه احد ، انها المروءة . 

(صورة تعبيرية)

وفى المروءة قصص توارثناها الا أننا نرث ولا نورث شيئا قيما .. ورثنا أخلاق عظيمة ونورث اخلاق رديئة ، حتى ان الكفار فى عصر الجاهلية كان عندهم مروءة فحينما بدء رسول الله صل الله عليه وسلم الدعوة : كان كبراء قريش يجلسون فى ناديهم ويتحاورون فى امر الدين الجديد وحينما بدئت الهجرة الى الحبشة قال ابو جهل : دعوهم يقتلون فى ارض الحبشة فلن يجدو الا موتهم ... فقال له عتبة بن ربيعه (الكافر) بئس الرأى أنتركهم يهلكون فى أرض مضيعه ويقول العرب تركوا ارحامهم يهلكون وقتلهم الغريب .... وأن أمنوا لقالت العرب شردو ارحامهم وأمنهم الغريب ورب الكعبة لنعيرن بهم الى آخر الدهر
هؤلاء الكفار كانت عندهم مروءة برغم معاداتهم للمسلمين الا انهم لا يتركون بنو قومهم يهلكون فى اراض غريبه ...

فإنظر بعينيك ترى اللاجئين من بقاع المسلمين والعرب يفرون من بطش حكامهم وحكوماتهم وترى زهرة شباب البلاد يسافر الى الدول ليبحث عن نقود فقد الامل فى أن يجدها في دياره بعد ما كنزتها حكومتها ولم تعطها له فتجده غريقا على سواحل بلاد الفرنجة .

وانظر الى أهل الشام وبورما الذين لجئوا الى البلدان الاوربية وكانت لهم مكة والمدينة أقرب أن يلجئو اليها الا أنهم لجئوا الى البلاد التى تحفظ كرامتهم وتأمنهم لانهم وجدو اخوتهم يهانون فى البلاد العربية وسيزكر هذا التاريخ أننا خذلناهم وأكرمهم الغريب .
والان انظر الى حالنا اليوم اصبحت المروءة اسطورة يقصها الرواة فى المجالس وهم يمسكون الربابة .
نم يا صغيرى نومه العريس فى ليلة زفافة يا من كنت تحلم بالسباحة فى مستقبل أفضل فأغرقتك مستنقعات الظلم والخذلان نم يا صغيري وإهنأ بنومك فإن نعلك أطهر من اطهر حكام يعيشون رافعى مؤخراتهم ويدفنون رؤسهم .
محمود حسين
من فضلك شارك هذا الموضوع اذا اعجبك

ضع تعليقا و شاركنا برايك حتى ادا كنت مجهول

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة المتقدم للمعلوميات ©2012-2013 | ، نقل بدون تصريح ممنوع . | المحترف للمعلوميات